──────────────────────────

🌷 الفصل السابع و الخمسون -

──────────────────────────

رمشت عيناي بينما تصاعد السؤال في ذهني، ولكن عندها ظهر ضوء ساطع فجأة أمام عيني.

"مكافأة ... أنا أعني، ما المقصود بهذا؟"

في اللحظة التي طرحت فيها سؤالاً بلساني، مع العلم أنه من المستحيل أن أحصل على إجابة، اختفى الضوء ووجدت شيئاً ما في راحة يدي.

لم يكن ذلك الشيء سوى عدسة مكبرة.

'هكذا فجأة؟ أي نوع من العدسات المكبرة هذه؟'

لم تكن سليمة حتى، لقد تم كسرها وبقي جزء فقط من زجاج العدسة والإطار.

يبدو أن العدسة قد تشققت إلى ثلاث قطع، لم يبق منها سوى واحدة.

ثم لفتت انتباهي الرسائل المكتوبة على حافة الإطار.

"عدسة ... القمر؟"

لم أرى الكتابة بشكل خاطئ.

حتى بعد أن التقطتُ مصباح الغاز الساقط وأضأته، لم يتغير المكتوب.

[عدسة القمر: أداة سحرية يمكنها جلب روح معينة لهذا العالم.]

في اللحظة التي أدركتُ فيها ما تعنيه هذه الجملة، وقف شعري في مكانه وشعرت أنني على وشك البكاء.

"إذن ... هل تقصد أنه يمكنني استدعاء روح راندولف؟"

راندولف.

إذا كان بإمكاني إعادة روح الشخص الذي اختفى دون أن يترك لي كلمة وداع….

'سأفعل أي شيء في المقابل.'

عندما رفعتها بيدي مرتجفتين، سمعت خطوات صاخبة وصراخ خارج الكوخ.

يبدو أن فريق المفتش ليستراد قد وصل في الوقت المناسب.

سرعان ما وضعت عدسة القمر التي تلقيتها كمكافأة في جيب ثوبي.

في اللحظة التالية....

بووم-!

وفُتِح الباب.

"جاكوب روتشستر، سوف يتم إلقاء القبض عليك كمشتبه به في اختطاف جين آير!"

في اللحظة التي استدرت فيها معتقدة أنني سمعت صوتاً مألوفاً...

كان وجه الرجل مندهشا مثل وجهي، و التقت أعيننا.

"… هاه؟"

"… إميلي؟"

لم يكن المفتش جريج ليستراد، بل كان كريس يرتدي زي عامل.

* * *

بعد حوالي ساعتين من ذلك.

ظهر المفتش جريج ليستراد مع بعض المحققين للتحقيق في مسرح الجريمة.

على الرغم من اختفاء كتاب السحر وجثة الغيلان دون أن يتركوا أثراً، إلا أن أدلة أخرى ظلت قائمة.

لم يقتصر الأمر على عظام بقايا الماشية والأشخاص في الكوخ، ولكن حفر الأرض الفارغة أمام الكوخ كشف عن الكثير من الأشياء النسائية مثل الحقائب والمراوح ومستحضرات التجميل.

"... كلها ممتلكات للمعلّمات المفقودات هنا."

"إنه أمر فظيع."

عند سماع كلامي، أومأ كريس برأسه.

"حاول والدي الاتصال بكل من أقارب المعلمات ومعارفهم، لكنهم جميعًا قالوا إن الاتصال انقطع فجأة معهن."

ومع ذلك، حتى لو كان لديهن أقارب، يبدو الأمر كما لو أنهم قطعوا الروابط معهم تمامًا، أو في حالة ما اذا كان لديهم معارف، فهم لا يبلغون عن النساء المفقودات لأنهم في علاقة مع أدنى حد من الاتصال.

أجبت متذكرة الأسئلة التي طرحها جاكوب على سالي.

"يبدو أن النساء اللواتي ليس لديهن أي صلات هم وحدهن اللواتي تم تعيينهن كمعلمات."

"نعم. والمساعدة في جعلهم ضحايا للجريمة ... لم يكن سوى السيدة فيرفاكس."

"لقد فهمت."

"لقد تم القبض عليها كشريك في جرائم قتل متسلسلة."

عندما وصل المفتش جريج ليستراد، كان جاكوب روتشستر قد مات بالفعل.

السيدة فيرفاكس، التي أدركت الموقف في وقت متأخر وكانت على وشك أن تحزم أمتعتها وتغادر، تم اعتقالها من قبل المشرف على الفور.

شعرت السيدة فيرفاكس بالإحباط لأن كل الحقيقة قد تم الكشف عنها، وقالوا إنها اعترفت عن طيب خاطر بكل ما فعلته حتى الآن.

ومع ذلك، يبدو أنها لم تكن تعلم أن الابن الأول، إدوارد، وزوجته بيرثا، قد ماتوا أيضًا على يد جاكوب.

"يا إلهي ... كيف ....؟"

عند معرفة الحقيقة، ذرفت الدموع الدامية على الزوجة و بدأت تنتحب، و فقدت الوعي من الصدمة.

"بالمناسبة، كريس، كيف وصلتَ إلى هنا بحق خالق الجحيم؟"

حك كريس رأسه في حرج عند سؤالي.

"في الواقع، في اليوم التالي بعد أن طلبتُ منكِ المساعدة يا إميلي، رأيتُ إعلانًا في ثورنفيلد أنهم يبحثون عن عمال، لذلك تسللتُ إلى هنا."

ربما بسبب لياقته البدنية الرائعة، بدا كريس، الذي كان يرتدي زي العامل، لائقًا أكثر مما كنت أعتقد.

"بحجة التعود على جغرافية القصر، تجولتُ وبحثت فيه. ثم وجدت ذاك الكوخ هناك..."

لقد قيل أنه كان هناك مستودع صغير بالقرب من الكوخ، حيث تعوي أنثى شبح كل ليلة.

"كنت متأكدًا من أن جين كانت محتجزة هناك، لكنه كان دائمًا مغلقا بإحكام. في كل مرة أتيحت لي الفرصة، حاولتُ فتح الباب بكل أنواع الأدوات، لكنه لم يتحرك، ولكن ... "

"كان المستودع مفتوحًا هذه الليلة، أليس كذلك؟"

كان السبب واضحاً.

وفقًا لما قاله جاكوب، كانت جين ملزمة بـ"عقد" مع كتاب السحر.

نظرًا لأن باب المستودع حيث كانت محبوسة كان محميًا بالسحر، لم يستطع كريس حتى خدشه بقوته الجسدية المتواضعة.

ومع ذلك، فقد دمرتُ كتاب السحر تمامًا، ومعه اختفى السحر الذي كان يحمي المستودع ويقيّد جين.

"نعم، لقد كنت محظوظًا جدًا."

ذهب كريس على الفور إلى المستودع لتأمين سلامة جين، و أحضرها فاقدة الوعي.

"كل الشكر لكِ على الاهتمام بأمر جاكوب يا إميلي. شكراً جزيلاً."

"من الجيد معرفة هذا. أنتَ تعرف أنني من النوع الذي سيحصل بالتأكيد على مقابل لما أفعله، أليس كذلك؟"

"بالطبع. سأفعل كل ما بوسعي لتسديد الدين لك."

"يمكنكَ القلق بشأن هذا لبقية حياتك."

على الرغم من النكات الشريرة، ابتسم كريس بوجه سعيد.

"يمكنكِ أن تطلبي ما تريدين. أنت منقذتي مدى الحياة."

"كيف حال جين؟"

"لحسن الحظ، استعادت وعيها، وما زالت تتلقى العلاج لأنها ضعيفة. قال الطبيب إنها ستكون بخير قريبًا."

وأضاف كريس بابتسامة.

"أعتقد أنها سوف تتحسن قريبًا لأن الدكتور باري، الذي يُشاع أن لديه أفضل المهارات في كامل هذه الدولة، يعتني بها."

"الدكتور باري؟"

أجاب كريس بينما كنت أميل رأسي عند سماع الاسم المألوف.

"نعم، الدكتور جيمس ميراندا باري. هذا طبيب شاب قدمه لي الدكتور أوزبورن الذي كان طبيب عائلتي."

في ذلك الوقت، طُرق باب الردهة ودخل شخص مألوف.

يقال أنه حتى الشيطان سوف يأتي عندما تذكر اسمه، لكن القادم لم يكن سوى جيمي.

"إميلي؟"

اتسعت عيون جيمي عندما رأتني.

نظرتُ إليها وابتسمتُ وقلتُ مرحباً.

"جيمي، لم أركَ منذ وقت طويل."

ركضت جيمي نحوي بوجه سعيد، وعانقتني قليلاً، ثم تركتني.

"واو~ يا لها من مصادفة. هل تعرفين السيد ليستراد؟"

"أجل. لقد كان المفتش ليستراد صديقًا قديماً لأبي."

"العالم صغير جدًا."

كريس، الذي كان يراقب المحادثة بيننا بهدوء، فتح عينيه من الدهشة أيضًا.

"آمم ... هل تعرفان بعضكما البعض؟"

"نعم، هل يجب أن أقول إنه صديق التقيتُ به مؤخرًا."

نظرتُ إلى جيمي بابتسامة، وابتسمت جيمي لي بسعادة.

كريس، الذي كان يشاهد المظهر، احمر خجلاً قليلاً.

"حسناً، لقد فهمت…."

يبدو أنه أساء فهم شيء ما.

في اللحظة التي فتحت فيها فمي بينما أتساءل عما إذا كان ينبغي علي تصحيح تفكيره، همست جيمي في أذني بوجه مرح.

"إن هذا ممتع، فقط اتركيه وشأنه."

إن لديها ذوقاً غريباً في إغاظة الآخرين.

اعتقدتُ ذلك، ثم نقرتُ على لساني، لكن كريس سعل في حرج وفتح فمه.

"كما هو متوقع، إميلي مشهورة للغاية."

"عفواً؟"

"حسنًا، عندما كنت أصغر سنًا ...."

كريس، الذي قال ذلك بشكل عرضي، أغلق فمه بسرعة، لكن جيمي، التي كانت سريعة البديهة، قهقهت وأمسكت بكلماته التي زلّت من لسانه لتغيظه.

"آه~ هل يمكن أن تكون إميلي هي حبك الأول؟"

"هذا... هذا..."

احمر كريس خجلًا.

"... يجب ألا تتحدث بهذه الطريقة أبدًا امام جين."

"بالتأكيد~ بالطبع، بالطبع."

شاهدتُ الاثنين يتحدثان في جو لطيف، ثم فتحتُ فمي بحذر.

"كريس، إذن متى سوف تتقدم للآنسة جين بعرض زواج؟"

في ذلك الوقت، ابتسم كريس على نطاق واسع بوجه سعيد بمجرد التفكير في الأمر.

"كنت أفكر في القيام بذلك قريبًا ... لكن لن يكون إقناع والديّ أسهل من إقناع جين."

عض كريس شفته بهدوء...

لقد كان شخصاً يفهم الصعوبات التي سوف تواجهه ليصل إلى ما يريده قلبه حقاً.

'حتى لو كانت قلوب الاثنين مرتبطة، لكن ...'

كريس ليستراد، الابن الأكبر لعائلة من طبقة النبلاء، تخرّج من مدرسة عليا وهو على وشك افتتاح مكتب محاماة.

جين آير، التي فقدت والديها في سن مبكرة وبالكاد تخرجت من مدرسة خيرية، تعمل كمعلمة متنقلة من مكان إلى آخر.

الاختلافات في المكانة الاجتماعية والطبقة ...

سيكون عليهم عبور هذا الوادي الوعر و تجاوز كل هذه الصعوبات ليكونا معًا.

ومع ذلك، قال كريس بابتسامة مشرقة.

"تمني لي حظاً سعيداً يا إميلي."

"بالطبع."

بعد التحديق فيه لفترة، أضفتُ كلمة.

"وهذا هو شعوري الغريزي، قد تسير الأمور بشكل أفضل مما تعتقد."

"تسير الأمور بشكل أفضل؟"

"لا يمكنني الكشف عن التفاصيل الدقيقة لأنها ستكون حرقاً للمستقبل."

"حرق؟ اللعنة، ما معنى هذا بحق خالق الجحيم؟"

آه ... لم تكن كلمة "حرق" تستخدم بعد في هذا اليوم وهذا العصر.

ضحكتُ وهززت رأسي.

"سوف تكتشف ذلك قريباً. فقط اِعلم أن كل شيء سيكون على ما يرام."

"أعلم أنكِ تحاولين إبهاجي فقط، لكن بما أن إميلي هي من تقول ذلك، فأنا أعتقد أن الأمور سوف تسير بشكل جيد حقًا."

ابتسم كريس بشكل مشرق ووقف من مقعده ليودعنا.

"سأذهب إذن. سأكتب لكِ خطابًا لاحقًا."

كان ظهره وهو يغادر غرفة الرسم مليئًا بالثقة.

تمنيتُ لهما حظًا سعيدًا من أعماق قلبي، لكن سألتني جيمي، التي كانت تميل برأسها في حيرة من الجانب.

"ماذا تقصدين بالـ'حرق'؟"

"اممم ... لا شيء تحديدًا."

"هل تعرفين أي شيء حقًا عن المستقبل؟"

ترددتُ لفترة ثم فتحتُ فمي مجدداً.

"حسنًا. لا أعرف ما إذا كانت الأمور ستسير على ذلك النحو هنا أم لا ..."

"ماذا تقصدين؟"

ابتسمتُ وأنا أحدق في وجه جيمي، وأتساءل عما إذا كانت ستصاب بالجنون بسبب كلامي.

'على الرغم من أن القصة هنا مختلفة تمامًا عن القصة الأصلية التي قرأتها في عالمي.'

إلا أن جين آير الأصلية ورثت ثروة كبيرة بعد فترة وجيزة من مغادرتها ثورنفيلد.

لقد ترك عمها تركة بحوالي 20.000 جنيه إسترليني.

كان هذا المال يكفي لشراء قصر في العاصمة.

ألن يكون هناك تطور لطيف كهذا هنا أيضًا؟

"أريد فقط أن يكون حدسي على حق."

في ذلك الوقت، لم يكن بيد جيمي من حيلة سوى أن تنظر إليّ بوجه حائر.

──────────────────────────

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

──────────────────────────

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

──────────────────────────

2023/03/16 · 68 مشاهدة · 1514 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2024